كلام في سر المحاولة ... والناتج هو النجاح
كان أحد أساتذة الجامعة المغمورين متزوجا بامرأة تعاني من مشكلات مع السمع ، وكان حلمه أن يخترع أداة سمعية
تمكن زوجته التي يحبها كثيرا من السمع بسهولة ، لقد أنفق كل دولار زائد عن احتياجه وكل لحظة فراغ لديه في
محاولة تحقيق حلمه ، وتخبرنا كتب التاريخ أن الرجل أخفق في محاولته تلك ولكنه كان أبعد ما يكون عن أن يسمى
فاشلا مخفقا ، فربما أخفق " ألكسندر جراهام " في اختراع سماعة لزوجته ، لكنه لم يخفق في اختراع جهاز جديد
استفاد منه ملايين الناس وهو جهاز الهاتف .. ذلك أنه لم يكف عن المحاولة أبدا !
قبل ذلك بسنوات عديدة ، كان مخترع ألماني يدعى فيلهم ريس قد ابتكر وسيلة نقل الصوت عبر الأسلاك ، ولكنه
توقف عن المحاولة حين فشل رغم وصوله الوشيك للنجاح فقط لو أنه قام بتحريك اثنين من الأقطاب الكهربائية
ليقتربا من بعضهما لمسافة قدرها 1000/1 من البوصة لكن ريس خسر خلود الذكر بسبب هذا الفارق الضئيل للغاية
بين القطبين الكهربائيين ، وتلك المحاولة شبه الفاشلة تجعلنا نتسائل عما كان سيحدث لو أن ريس كان يعمل بنفس
الدافع الذي يحرك " جراهام بل " ترى هل كان من المحتمل أن يلمس أحد هذين القطبين الآخر ولو بطريق الصدفة ؟!
قارن عزيزي القارئ بين موقفي هذين العالمين واسأل نفسك ما الفرق بينهما ؟
نعم إنها الدافعية و الإصرار على النجاح " فجراهام بل " لم يستسلم وواصل المحاولة " وفيلهلم ريس " توقف عن
المحاولة رغم اقترابه الوشيك جدا من النجاح .. مما جعله يخسر خلود الذكر وروعة النجاح لأن الدافعية لم تكن
متوهجة بداخله بما يكفي .
فهل شعرت بالألم لأن " ريس " الذي لم يكن يبعد عن النجاح سوى واحد بالألف من البوصة.. اسأل نفسك هل أنت
فهل شعرت بالألم لأن " ريس " الذي لم يكن يبعد عن النجاح سوى واحد بالألف من البوصة.. اسأل نفسك هل أنت
تسير على خطاه.. أنا واثقة أنك لا ترغب بذلك بعد أن شعرت بالألم من أجله . إذن حاول فربما أنت الآن بحاجة
لبوصة واحدة فقط لتدخل من بوابة النجاح ..!
بقلم : سلوى العضيدان
كتاب : استمتع بفشلك ولا تكن فاشلا !